لنحذر الهزيمة النفسية

:بسمله؟:

تمر امتنا الاسلامية بأيام عصيبة، قد تجعل البعض منا تهتز ثقته في مبادئه واخلاقه، ويضعف ايمانه بعزة هذا الدين، وقد يركن البعض الآخر هروباً من الواقع الى روتين الحياة، فينشغل بمتاعبها ومفاتنها، وهو يشعر بالعجز عن تغيير نفسه، فضلاً عن دعوة غيره، وهناك فئة أخرى، تهتم وتحزن لمصائب الأمة، حتى لتكاد أحزانها وهمومها تنسيها واجب العمل والسعي لاعادة مجد الاسلام وبناء حضارته.
:66:
مشروع النهضة
الاقليات المسلمة في بلاد الغرب، قد تكون أكثر عرضة للاصابة بمرض الهزيمة النفسية، لاعتبارات خاصة تتعلق في مجملها بالاحداث السياسية الراهنة، وما تخلفه من آثار سلبية على الأمن والاستقرار النفسي لدى أبناء هذه الاقليات، وكذا تشويه الاعلام الغربي لصورة الاسلام، وجعله موضع شبهة وادانة، مما يزيد من همومها ومخاوفها، ويعيق أي تطور ايجابي، واصلاح فعلي بداخلها.

لذا فالواجب يفرض التصدي لكل محاولة القصد منها تثبيط العزائم وكسر المعنويات بالوسائل المشروعة والمتاحة، ومن بينها:
الإعلام: وهو يعد أكبر وسيلة، تسيطر على العقول والقلوب، اذ يلعب الادوار الاولى في تغيير مفاهيم الشعوب، ودفع الاحداث السياسية العالمية، والمسلم الواعي هو الذي ينظر الى من حوله، ويحدد موقعه، وبناء على ذلك يقدر طريقته في العمل، واذا كنا ننتقد الاعلام الغربي على تعامله المنحاز في الاحداث الاخيرة، فلا بد لنا من معرفة حقيقة هامة هي انه ليس من وظيفة هذا الاعلام خدمة مصالح المسلمين، ولا الدفاع عنهم، فالمهم عنده في الغالب الخبر والاثارة، وجلب نظر المشاهد، وكثيراً ما تكون المنافسة من اجل تحصيل اموال أكثر سبباً في العديد من الاخبار المغلوطة.
ولن يفيدنا كثيراً نقد هذا الاعلام، والاكتفاء بموقف العاجز المغلوب، بل لا بد من اتخاذ خطوات موزعة من اجل التغيير من هذا الواقع، لذا فاننا نوافق رأي بعض المحللين الاعلاميين الذين يدعون الدول الاسلامية الى ترشيد استثماراتها ونفقاتها في دول الغرب، بالمساهمة في انشاء مدارس متخصصة، لتكوين وإعداد اعلاميين بغض النظر عن جنسياتهم ودياناتهم، يملكون ثقافة صحيحة وغير مشوشة عن تاريخ العالم الاسلامي، لان اغلب ما يتلقاه الاعلامي الغربي، اثناء دراسته عن الدول العربية والاسلامية سطحي جداً، مما يجعل جهله بحقيقة الامور احياناً سبباً خفياً لانحيازه.

تطوير العمل الإسلامي
ونقصد بذلك التطور النوعي، فلا ينبغي ان تنحصر المؤسسات الاسلامية في المسجد والمدرسة القرآنية والكلية الاسلامية، بل لا بد من التفكير في مشاريع اقتصادية، تمنح الفرصة للطاقات الشبابية المسلمة، لتبرهن على قدرتها وابداعها، وتعطي المثال والنموذج الحي للمسلم الناجح في عمله المتفائل بيومه وغده.

تغيير الخطاب الدعوي
من المؤسف ان نرى خطاب بعض الدعاة والائمة منصباً على التغني بمآثر الماضي والتحسر على المجد الضائع، بينما نجد البعض منهم مختصاً في الحديث عن الفتن واهوال الساعة، وتحقق علاماتها، في وقت تحتاج الأمة الى من يعزز ثقتها بنصرة هذا الدين، ويجدد ايمانها بذكر خصائصه ومميزاته، ويدعو المسلمين كما كان (صلى الله عليه وسلم) يدعوهم الى الاخلاص في العمل واتقانه، حتى في اعظم موقف وهو قيام الساعة.
ان وظيفة الدعاة كمبشرين بالخير، منهج نبوي اصيل، له حكمته ودواعيه، وننتظر من المؤتمرات والندوات الاسلامية ان تلعب دوراً فاعلاً في توجيه ومعالجة الخطاب الاسلامي، بما يعزز ثقة المسلمين في دينهم، ويشحذ عزائمهم، فلا يترك لليأس منفذاً الى قلوبهم، ويدعوهم الى ان يكونوا عناصر فعالة وبناءة في مجتمعاتهم.
ان محترفي التشكيك في قدرة هذه الأمة على النهوض يعون تماماً ان الاسلام روح هذه الأمة ومشعل حضارتها الذي متى تمسكت به اضاءت دربها ودرب الانسانية جمعاء، وتفويت الفرصة عليهم انما يكون بتقوية الهمم وبالعمل الجاد الدؤوب

منقول ... للفائدة

جزاك الله خير الجزاء عمو عبد الله

Admin عدد الرسائل : 1210 تاريخ التسجيل : 10/05/2008

فى انتظار جديدك