أدب الدعاء
إن من نعم الله علينا هو تعليمه سبحانه لنا أدب الدعاء و كيفية ممارسة الدعاء باعتباره الصلة المقدسة بين العبد و به و قد ورد في القرآن الكريم رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء [40 ] ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب [ إبراهيم 41و المؤمن يردد الدعاء يوميا في صلاته سواء بقراءة السور كقولنا (اهدنا الصراط المستقيم ) أو في القنوت إن الله أحب شيئا لنفسه ، وأبغضه لخلقه ، أبغض لخلقه المسألة وأحب لنفسه أن يسأل ، وليس شئ أحب إلى الله من أن يسأل فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله من فضله ولو شسع نعل . و ما أرسله الصدوق في الحديث القدسي : يا موسى سلني كلما تحتاج إلي حتى علف شاتك وملح عجينك
أدب الدعاء وشروطه
يشترط لاستجابة الدعاء إن يصدر عن مؤمن مطيع لله تعالى ، مستجيب له . قال سبحانة إذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) وقال( إنما يتقبل الله من المتقين)
ويجب حين الدعاء حضور القلب وصدق النية والإقبال على الله تعالى والثقة به:في رواية للترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قالادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة ، واعلموا إن الله لا يستجيب دعاء من غفل
وليكن الدعاء بعزم وتصميم ، فان الله تعالى لا يعسر عليه شئ:وبحديث اخرجة الشيخان ومالك وابوداود والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم :اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فانه لا مكره له "ليعزم المسألة:إي ليجزم بطلبة ويعقد قلبه عليه، ولا يكن مترددا في دعائه"
وليحذر الداعي من الظن بان الله تعالى لا يستجيب له ، وليعلم إن وقت الإجابة قد يتأخر لحكمة يعلمها الله سبحانة
وبحديث من إخراج الشيخان ومالك وابوداود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم مالم يعجل ، فيقول : دعوت فلم يستجب لي وقد لا تكون مصلحة العبد في استجابة دعوته ، فحينئذ يؤتيه الله من الخير مثلها ، أو يصرف عنه من السوء ما يقابلها ، أو يدخر له ثوابها في الآخرة: وبحديث من إخراج احمد والحكم وصححه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالمامن مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا اعطاه الله بها أحدى ثلاث : إما إن يعجل له دعوته وإما إن يدخرها له في الآخرة ، وإما يصرف عنه من السوء مثلها)وبحديث من إخراج احمد والحكم وصححه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ، مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم. فقال رجل من القوم : إذن نكثر قال : الله أكثر)"الله أكثر: إي أكثر إجابة من دعائكم"فلنكثر من الدعاء بالخير، فان الدعاء يدفع البلاء ويرد القضاء ، أو يكون سببا للطف فيه في رواية للترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قالإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء)في رواية للترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قاللا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر) فالدعاء باب من أبواب الرحمة ، فمن وفق وفق له فقد رحم ، ومن اعرض عنه فقد حرم:في رواية للترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال): من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة . وما سئل الله شيئا يعطى أحب إليه من أن يسأل العافية وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على أنفسنا وأولادنا وأموالنا بالشر ، لئلا نوافق ساعة يستجاب فيها الدعاء ، فنكون سبابا فيما نزل بنا من هلاك وخسران:وبحديث من رواية مسلم وابوداود وابن حبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم
ويستحب رفع اليدين حين الدعاء ومسح الوجه بهما حين الفراغ منه ، تفاؤلا بان الخير والرحمة قد حلا فيهما:
وبحديث من إخراج ابوداود والترمذي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال)إن ربكم حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه إن يردهما صفرا) "صفرا:إي فارغتين بدون إن يستجيب دعاءه")
) ومن آداب الدعاء عدم رفع الصوت كثيرا او خفضه:وبرواية البخاري عن عائشة رضي الله عنها - قالت نزلت هذه الآية ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)-(الإسراء 110) في الدعاء
ومن آدابه أيضا حمد الله تعالى والثناء عليه ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البدء به وبرواية لأصحاب السنن بسند صحيح عن فضالة ابن عبيد قال (سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته ، فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم"عجل هذا" ثم دعاه فقال له : "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليدع بعد بما شاء
هذا والصلاة والسلام على خير الأنام محمد ابن عبد الله واله وصحبه وسلم]
الخميس يوليو 24, 2008 6:16 am
