هل بكاء الرجل ينقض من رجولته ؟

هل بكاء الرجل ينقص من رجولته ؟
كثيرون يعتقدون أن بكاء الرجل ضعف منه
و لكني أراه وسيله للراحة النفسية
البعض يقول أن الرجل لابد أن تكون كرامته قويه بحيث يتماسك ولا يبكي أمام
الآخرين .. ولا يضعف أمام أي مشكله تواجهه..
و لكنهم يتناسون انه في النهاية إنسان
أي انه كائن حي .. ويحتاج أن يعبر عن نفسه ومشاعره وينفس عن همومه...
و هذا يرجع إلى البيئة و طبيعة تفكيرنا في مجتمعاتنا التي تعتبر الرجل الذي يبكي
كأنه استسلم و تنازل عن مكانته وعرشه.
بكاء الرجل ليس ضعفا بل على العكس كون كبرياء الرجل سمح له بالبكاء,,
فهذا شيء جيد...
فالإنسان ما لم يبك أو يعبر عن حزنه فانه يكبت الكثير بداخله و البكاء وسيله إلى الراحة أو الارتياح النفسي...
قد تكون المرأة أكثر بكاء من الرجل.. لكن هناك مواقف لا تفرق بين المرأة
والرجل مثل البكاء من خشية الله وفاة والدية ,، أقاربه ,,احد ابناه,, احد أصدقائه ,, والبعد عن الأهل فتره طويلة .
برأيكم هل هذه الأمور لاستحق دمعة الرجل..
وماذا يعني لكم البكاء وهل تراه يخدش الرجولة ؟ عبق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولدي العزيز الويسي

بارك الله فيك على مشاركاتك البديعة

واتمنى لك دوام التألق

جوابي

من قال ان الرجولة قسوة ووحشية

من قال ان الرجل خلق بلا احاسيس ولا مشاعر

إن اشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم
بكى في مواقف كثيرة

القلب الرحيم والاحساس المرهف والحب في الله

لايفرق بين قلب رجل او امراة

فكلنا بشر ولسنا حجر

فالبكاء يا ولدي

لايخدش رجولة رجل
بل هو دليل على كونه إنسان بكل معنى للكلمة

:هلالا:

ودمت متألقاً ولدي

عمو عبد الله

زائر

:بسمله؟:

أخواني و اخواتي ، لقد لمستم اليوم موضوعا هاما جدا
:66:

يمس النفس الطواقة ، والعين المشتاقة ، و الهامة المذلولة ، و الروح المكسورة ، و سير الرجال هونا على هون

[size=12]- من وجهة نظري أرى البكاء لله عز وجل هو عين عين العزة ، كمثل أذا قلنا ( قمة عبوديتك لله ، تحررك ممن دونه في العبودية ) ، فكلما ذللت هامتك لله ، اعزك الله ، و كلما سجدت لله ، رفع الله ، و كلما بكيت لله ، حرم الله هاتين العينين على النار

عزة الرجال و كرامتهم و شدتهم و بأسهم ، ما أجمل أن تكسر لله الواحد الأحد ، فللأنكسار لله لذة ، و البكاء من خشيته عزة ، و أيضا في حبه رجاء ، و أنما هذا لمن من الله عليه بهذه المنن ، و وهبه عظيم النعم ، و كفاه من الأمراض الأيمانية النقم و السقم

- أحبائي في الله ، سننظر معا الى البكاء نظرة اخرى ، لا أفصل فيها أنا أو أنتم ، بل يفصل فيها الله
قال الله ( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84))/المائدة

- يا الله ما أجمل هذا البكاء ، حينما يسمع المرء سواءا رجل أو امرأة ما أنزل الى الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ، لا تحتمل نفوسهم فتطفق عيونهم تتفجر انهارا مفيضة ، من عظمة ما سمعوا

- و قال أيضا رب العزة (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92))/ التوبة
- أما عن هذه الآية الكريمة ، تتحدث عن الرجال ، من أهل الجهاد و القتال ، حفاظ التوبة و الأنفال ، أسود النزال ، أهل البأس و شدته ، و الذين مع كل هذه الصفات ، فاضت أعينهم برقة المحتاج ، المتألم ، فاضت لعدم نولهم مرادهم ،و مع أنهم أهل بأس و قتال ، ألا أن أعينهم تفيض لله حبا و خشية و رجاءا و خوفا ، و طمعا في الجنان
- قال الله عز وجل ( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)) / الاسراء

- و أيضا أخواني من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل ألا ظله ، رجل ذكر الله خاليا ، ففاضت عيناه

و الله ما أجد في بكاء الرجال لله ألا عزة ، فهي عزة للمؤمن ، و نصرا للمسلم ، وجزاء في الدنيا و الآخرة للمحسن

و اسأل الله أن يكون فيما قلنا خيرا و مرد السوء لأنفسنا و الله المستعان

و نسأل الله أن يجعلنا من البكائيين المساكين الضعفاء لله ، و أياكم

أخيكم في الله / فارس المصري