عدد الرسائل : 109 العمر : 42 العمل/الترفيه : اعمل ف طاعه ربى و زوجى ورعايه ابنائى المزاج : الحمد لله تاريخ التسجيل : 27/05/2011
موضوع: ما اجمل توبتك يا مالك الأربعاء يونيو 01, 2011 7:50 am
ما اجمل توبتك يا مالك
يقول مالك ابن دينار:
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصياً .. أظلم الناس، وآكل الحقوق، وآكل الربا، وأفعل المظالم كلها .. فلا توجد معصية إلا وارتكبتها .. يتحاشاني الناس ويخافون بطشي.
وفي أحد الأيام .. فكرّت بأن أتزوج، ويكون عندي طفلة، فتزوجت، ورزقني الله بطفلة جميلة أسميتها (فاطمة) .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي، وقـلـّـت المعصية .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين.
وكلما كبرت فاطمة أحسست بأنني اقتربت من الإيمان خطوه، وابتعد عن المعصية خطوات .. وعندما أكملت ثلاث سنوات شاءت مقدرة الله بأن (تموت)، فانقلبت أسوأ مما كنت عليه .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فتلاعب الشيطان بي .. ودارت الوساوس في رأسي فقلت: لأسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل. فشربت الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب .. فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا .. رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ... واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج وأفواج .. وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار .. فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار.
يقول مالك (كما جاء في رؤياه): رأيت هنا وهنا فلم أرى أحداً، وكأن الناس اختفوا من حولي، وكأنّ لا أحد في أرض المحشر غيري .. ثم رأيت ثعباناً عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً ... فقلت: آه .. أنقذني من هذا الثعبان. فقال لي: يابني أنا ضعيف لا أستطيع، ولكن إجرِ في هذه الناحية لعلك تنجو، فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار فعدت مسرعاً أجري، والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء، ولكن إجرِ تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو .. فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك.
يقول مالك: فعلمت أنهم يقصدون ابنتي .. ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات .. تنجدني من ذلك الموقف.
فأخذتني بيدها اليمنى، ودفعت الثعبان بيدها اليسرى، وأنا كالميت من شدة الخوف .. ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا .. وقالت لي: يا أبت (ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله).
يقول مالك .. فقلت لابنتي: يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان!
يقول ..قالت: هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟
فسألتها عن الرجل الضعيف .. فقالت: ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لايستطيع أن يفعل لك شيئاً .. ولولا انك أنجبتني، ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك.
يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم (ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) .. فاغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله .. فدخلت المسجد .. فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله).
***** نعم .. ذلكم هو (مالك بن دينار) من أئمة التابعين الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ... ويقول: إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا اللهم اجعلني من سكان الجنة، ولا تجعلني من سكان النار .
كما أُشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول: أيها العبد العاصي عُد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عُد إلى مولاك .. أيها العبد الهارب عُد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك: من تقرّب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة