الي فخامة الرئيس محمد حسني مبارك -3

السيد الرئيس محمد حسني مبارك - رئيس جمهورية مصر العربية و القائد الاعلي لقواتنا المسلحة:

تحية طيبة و بعد:

اعلم اني اضايق فخامتكم في الايام الاخيرة و لكن اعذرني فانا قدرك لاني من الشعب و انت قدرنا لانك رئيسنا المنتخب.!!!!!!!

اشكر لسيادتكم بشدة السرعة التي استجبتم بها لطلبي في خطابي السابق اليكم لكي تخرج سيادتكم علينا و علي العالم بتصريحات علنية توضح موقف مصر من الاحداث الجارية في غزة و قد ذهلت اذ انني بمجرد ارسال الايميل الخطاب لفخامتكم وجدت سيادتكم في التليفزيون المصري توجهون كلمة الي الشعب.

و ليتني لم اسمع يا فخامة الرئيس و لم اري !!!!!!!!!!

هالني اولا ان اجد ان المذيعة تقدم البيان علي انه بيان للشعب بمناسبة راسي السنة الهجرية و الميلادية و ليس بمناسبة راس الافعي الاسرائيلية.

هالني ثانيا ان اجد عيني سيادتكم و قد اصابها الذبول و كأن سيادتكم متعب او مرهق او مريض فادعو الله لكم و لكل مريض بالصحة و العافية و طول العمر -- و التمس لكم العذر فانتم تتحملون مسئولية جسيمة امام الله ثم الشعب يجب الا يغمض لحاملها جفن و لا يطمئن له بال.

هالني ثالثا ان تعلنون باسم مصر ان مصر لن تفتح معبر رفح التزاما منها باتفاق 2005 المبرم بين السلطة الفسطينية و اسرائيل و الاتحاد الاوروبي و مصر و الذي تم فيه الاتفاق علي ان يتم فتح معبر رفح في الجانب الفلسطيني في وجود مراقبين من الاتحاد الاوروبي متواجدين في الجانب الفلسطيني من الحدود حتي تطمئن اسرائيل --- كما اعلنتم اننا لن نقع في المخطط الاسرائيلي الذي يرمي الي القاء غزة بمشاكلها و اوضاعها الي الاحضان المصرية و القاء الضفة الغربية كذلك الي الاحضان الاردنية و اسمح لي سيادة الرئيس كعادة سيادتكم ان اقول رايي و بكل صراحة في هذا الموضوع الذي اصابني و غيري من ابناء الشعب بالصدمة و عدم التفهم و عدم الارتياح:

البند الاول: لا افهم يا سيادة الرئيس و انا المواطن البسيط ان فتح البوابات الحدودية بين دولتين مثل الولايات المتحدة و المكسيك تنفيذا لاتفاقهما حول التجارة الحرة يعني الحاق امريكا بالمكسيك او العكس -- و حتي ان كانت فلسطين دولة محتلة فهذا ادعي الي فتح البوابات و ليس الي غلقها -- نحن لن نفتح البوبات ليهرب شعب غزة منها -- و لكن ليتم التبادل التجاري و ادخال المساعدات و المعونات و مرور الافراد الذين تقتضي الامور الطبيعية دخولهم الي مصر و هي اشياء طبيعية لا تعني رمي غزة في احضان مصر او التخلي عن حلم بناء دولة فلسطينية في الضفة و القطاع.

البند الثاني: لماذا يا سيادة الرئيس نلتزم باتفاقية لم يلتزم بها من وقعوا عليها -- فهي اولا اتفاقية عادية و ليست معاهدة او ميثاق دولي ملزم يعاقب من يخالفه و لذلك لم تطرح للتصديق عليها في مجلس الشعب -- و لذلك يجوزقانونا للموقعين عليها الغائها و الخروج منها في اي وقت -- و انتم تعلمون يا سيادة الرئيس ان المشكلة بدأت بانسحاب المراقبين الاوروبيين من بوابة رفح الفلسطينية بناءا علي تنسيق بين الاتحاد الاوروبي و اسرائيل و انا و انتم علي يقين انهم لم يشاورونا نحن في الامر رغم اننا من المصدقين معهم علي هذه الاتفاقية. اذن فخامة الرئيس هم من خالفوا ما وقعوا عليه و التزموا به طبقا لمصالحهم فلماذا نحن ملكيين اكثر من الملك و لا ننظر نحن الي مصالحنا.

البند الثالث: قد يقول قائل ان الانسحاب الاوروبي من المعابر جاء بعد سيطرة حماس علي غزة و ارد عليهم و ما علاقة الاتحاد الاوروبي بسيطرة حماس او فتح ففي الحالتين هناك احتلال و هذه اراض محتلة و لذلك هم موجودون كمراقبين و الا فهم مسئولون عن تجويع و حصار غزة بنفس مسئولية الاسرائيليين.

البند الرابع: لا يمكن لاتفاقية -- ايا ما كانت -- يا سيادة الرئيس ان تنتزع مني حقي كدولة ذات سيادة في فتح حدودي مع دول الجوار -- فهذه من متطلبات و مظاهر السيادة و لا احسب ان سيادتكم يمكنكم ان تتنازلوا عن جزء و لو بسيط من السيادة المصرية علي بواباتنا الحدودية و انتم من رفضتم الاغواء الاسرائيلي و اصررتم بعزم لا يلين ان تعود طابا الي الحضن المصري و رفعتم العلم المصري الغالي عليها في يوم لا انساه في مارس عام 1986. و انا اعلم ان هذه الاتفاقية الفخ لا تنتقص مني سيادة لانها ببساطة تتكلم عن فتح المعبر من الجانب الفلسطيني و لم يكن يمكن لكم ابدا ان توقعوا علي اتفاقية تتكلم عن فتح المعبر من الجانب المصري فهذه ارضنا و سيادتنا و عزتنا و كرامتنا و استقلالنا الذي لا يمكن التنازل عنه قيد انملة.

البند الخامس: لماذا نكون الان يا سيادة الرئيس و لاول مرة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد ثم معاهدة السلام في موقف اشبه بالعزلة العربية - الشعبية علي الاقل --- وسط اتهامات لنا في شخصكم بالخيانة و المشاركة في الحرب علي غزة و لو بدور غير مباشر هو غلق معبر رفح .

أنا أربأ بكم فخامة الرئيس عن اي اتهام -- و والله لا اشك في وطنيتكم و لا حبكم لبلادكم العظيمة مصر و لا في انتمائكم الاسلامي و العربي -- و لكني أقول لسيادتكم -- أن هناك سوء تقدير سياسي للموقف العام الشعبي و الاقليمي و العالمي مما ادي الي اخذ قرار اراه خطأ و لو اقتنع به المستشارون المقربون يا سيادة الرئيس و ليس العيب في الخطأ و لكن العيب في الاصرار علي الخطأ -- و لسنا باعظم من محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام الذي كان يتراجع عن رايه اذا راي من غيره رايا اصلح و افيد للامة -- عليه الصلاة و السلام.

و في الختام اقول لسيادتكم ان هناك اوقاتا يتيحها الله للانسان لكي يستغلها لصالحه فيحاسبه الله ان ضيعها -- و احسب و هذا رأيي المتواضع -- ان قيام اسرائيل بالعدوان علي غزة هو فرصة عظيمة لنا لكي نعلن ان اسرائيل قد اطلقت رصاصة الرحمة علي هذه الاتفاقية المزعومة -- التي لا تهم احد و لا تعني شيئا لاحد الا نحن !!!!!!!!--- و نعلن انه لا يمكن لمصر ان تلتزم بها و تترك غزة محاصرة و قد انسحب المراقبون الاوروبيون دون سابق انذار منذ عامين و لم يعودوا الي الان كما ان اسرائيل لم تلتزم باي اتفاقات موقعة مع السلطة الفلسطينية و لن تلتزم.

في نهاية خطابي سيادة الرئيس اشكر لكم حسن استماعكم و اتمني لسيادتكم موفور الصحة و العافية.

ابنكم و المرشح لرئاسة الجمهورية في 2019 ان شاء الله
م / محمد محيي الدين

لا يوجد رد سوى حسبنا الله ونعم الوكيل