الاعلي للقوات المسلحة الباسلة:
تحية طيبة مباركة و بعد
كنت اود ان اهنيء سيادتكم بمناسبة عام هجري جديد و فقط - كل عام و كل المسلمين و العرب و المصريين بخير و سلام --- و لكن المقام ليس مقام تهنئة و مجاملات رقيقة - نحن الان في مقام العزاء في ضحايانا في غزة -- فلسيادتكم خالص العزاء.
كنت سيادة الرئيس قد ارسلت لكم خطابا مع بدء العدوان الاسرائيلي علي غزة ابديت لسيادتكم فيه شعوري بالخوف من ان يتم الحاقي كمصري في عقل و قلب و وجدان الشارع العربي و الاسلامي و حتي الدولي بالعدو الاسرائيلي الغاشم و اننا جزء من هذه المنظومة و لم اتلق من سيادتكم ردا علي خطابي هذا لا بالفعل و لا بالقول - و رغم انني ادرك تماما انه يمكن التفريق بين مصر السياسة و القيادة من جهة و بين مصر الشعب من جهة اخري في قلوب هؤلاء العرب و المسلمين الملتاعين مما يحدث في غزة -- الا انه لا يمكنني انا و غيري من المصريين ان نفرق مثل هذه التفرقة لانك رئيسنا و نحن من انتخبناك و انت من رضيت ان تتحمل المسئولية و هذه المسئولية جسيمة سياسيا و عسكريا و اقتصاديا و اجتماعيا الله سائلك عنها لا محالة يوم القيامة.
لا يمكن لي يا سيادة الرئيس ان اتقبل ان يخرج السيد احمد ابو الغيط وزير الخارجية في مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية تركيا في رده علي الصحفيين الاتراك انه لماذا لا تسمح مصر بفتح معبر رفح امام المساعدات و كان رد سيادته ان المعبر مخصص فقط لدخول الافراد و ليس لدخول الشاحنات و ان الشحنات يتم نقلها من الجانب المصري للفلسطيني عبر الحمل علي الاكتاف و هذا ما راعني و ساءني جدا سيادة الرئيس لسببين: اولهما انني ادرك ان هذا الكلام لا يمكن ان يكون واقعيا لانه سبق في مرات كثيرة دخول المساعدات و الشحنات عبر معبر رفح و ذلك من واقع اعلامنا المقروء و المسموع فهل سيادة الوزير يكذب ام ان اعلامنا هو من يكذب؟؟؟!!!! السبب الثاني انه اذا كانت هذه التصريحات صحيحة و انا لا يمكنني ان اشكك في مصداقية السيد وزير الخارجية في محل دفاعه عن بلده امام هذا السؤال التركي فانه لا يمكن ان اتصور ان بوابة الحدود بين جمهورية مصر العربية و بين فلسطين المحتلة هي مثل باب شقتي المتواضعة لا يمكنه ان يسع لسيارة تمر فهذه و الله فضيحة في حقنا و ليس في حقهم فبوابات الحدود الرئيسة بين الدول هي مقياس لعظمة و قدرة هذه الدول و لا احسب اننا اقل من غيرنا و لا افهم ان يكون مرور الشاحنات الي غزة من الاراضي المصرية الي غزة عبر معبر كرم ابوسالم الذي تسيطر عليه اسرائيل و ليس عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه فلسطين اكانت حماس ام فتح ام الجن الازرق الفلسطيني فهذا لا يهمني كمواطن بالمرة.
و لذلك ادركت الان يا سيادة الرئيس لماذا يلجا الفلسطينيون الي حفر الانفاق بيننا و بينهم و بدات اتلمس لهم ما لم يكن يمكنني ان اتقبله من قبل و هو كيف يمكن لشقيقي الفلسطيني ان يتعدي علي بحفر هذه الانفاق و لكن اذا فهم السبب بطل العجب.
سيادة الرئيس: اعجبني جدا تصريح السيد وزير الخارجية في رده علي المدعو حسن نصر الله امين حزب الله اللبناني و اليد اليمني السياسية و العسكرية للدولة الايرانية الشيعية في المنطقة عندما دعا المصريين للخروج علي النظام و التعبير عن الغضب ضد حكومتهم و دولتهم بان اعتبر سيادته ان هذا النداء هو اعلان حرب من حزب الله علي مصر و لكن لم يعجبني بالمرة السكوووووووووووت المصري عندما قامت الطائرات الاسرائيلية بهدم جزء من السور الفاصل بين مصر و فلسطين و نحن من بنيناه و لو كان يقع في الجانب الفلسطيني و نحن لم نكن نريد ان نسمي ذلك اعلان حرب و لكن ليس اقل من التنديد و الشجب يا سيادة الرئيس.
سيادة الرئيس تعودت منكم في كل تحد تتعرض له امتنا العربية منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان في 1982 مرورا بالحرب العراقية الايرانية ثم غزو العراق للكويت و غيرها ان اري سيادتكم في مؤتمر صحفي عالمي تشرح لنا و للناس الامور و توضح ما خفي علينا و توجه النداءات و الانذارات و لكن لم أألف من سيادتكم ابدا الا اري سيادتكم في مؤتمر صحفي توضح لي و للجميع موقف مصر الرسمية و هي النغمة التي بدات تنتشر الان و هي نذير شؤم يا سيادة الرئيس ان نبدا في التمييز بين مصر الرسمية و الشعبية -- نعم نحن نختلف داخل مصر - وطني و معارضة - احزاب و اخوان -- مسلم و مسيحي -- و لكن يضمنا جميعا اخوتنا و وحدتنا الوطنية و الشعبية و حب مصر و الالتفاف حولها و لذلك لم يكن احد بالمرة يسمع في الخارج او يألف في الداخل تعبير مصر الرسمية و مصر الشعبية فانتبه سيادة الرئيس.
سألني البعض و هم يعلمون انني قضيت 12 عاما من حياتي كضابط في القوات المسلحة الباسلة لماذا نحن هكذا متخاذلون و متهاونون -- هل من ضعف و قلة حيلة و عدم قدرة عسكرية -- و انا اؤكد لهم دائما و ابدا ان قدراتنا العسكرية كبيرة و الضابط و الجندي المصري لا مثيل له و اننا في الشدائد اسود و فهود و هذا واقع و لكن للاسف يا سيادة الرئيس الناس لا تري من الساسة و القادة ما يجعلهم مطمئنين الي اي شيء و هذا خطر اخر يضاف الي نغمة مصر الشعبية و الرسمية.
سيادة الرئيس انا اتكلم اليكم و انا اعلم علي عكس ما يتخوف البعض ممن حولي من تعرضي الي مضايقات او اعتقال او خلافه لثقتي في وطنيتكم فلن ينسي مصري - حسني مبارك قائد القوات الجوية التي اشاد بدورها في الحرب المجيدة المرحوم انور السادات و التي لولاها ما كان النصر بفضل الله-- لن اطالبكم سيادة الرئيس باعلان الحرب علي اسرائيل فهذا غباء محكم --لن اطالبكم بغلق السفارة الاسرائيلية في مصر فهذا كلام من لا يفقه في السياسة -- و لن اطلب من سيادتكم عدم بيع الغاز الي اسرائيل فهي دولة ذات سيادة نحن نعترف بها و لها في بلدنا سفارة-- و لكن اطلب من سيادتكم الاتي:
اولا: تطوير معبر رفح و تحويله الي معبر كامل للبضائع و الافراد و الا نسمح لاحد ان يتحكم في قرارنا نحن بفتح هذا المعبر الذي لا يمكنني ان اتخيل اي سبب لجعله مغلقا امام حركة الافراد و البضائع و التجارة بين مصر و فلسطين المحتلة ايا كان من يسيطر علي غزة فنحن لسنا من يقيم حماس او فتح او الجهاد فهم احرار في اختلافاتهم و غبائهم السياسي و لكننا لا يمكننا كمصريين ابدا ان نعاقب اخواننا الفلسطينيين ايا كانت الظروف.
ثانيا: رفع سعر بيع الغاز الي اسرائيل الي السعر العالمي مهما قيل انه لا علاقة مباشرة لمصر الحكومية و ان هذا عمل من اعمال احدي شركات القطاع الخاص - فلن اجادل سيادتكم في البيضة اولا ام الدجاجة اولا -- يجب رفع سعر بيع الغاز الي السعر العالمي و لو كان الذي يبيع هذا الغاز هو انا.
ثالثا: ان يرتفع صوتكم عاليا و صوت مصر الدولة في كل المحافل و امام كل العالم لنبريء انفسنا من تهمة الصقت بنا دون ان نتهم حماس او احد -- و دون ان ناتي في صف احد دون احد و لو كان الرئيس الرسمي للسلطة الفلسطينية لبو مازن الذي اثبت عدم فاعليته السياسية و الشعبية و هذا ليس موضوعنا الان -- و لابد ان اشير الي ان اسرائيل لا تعرف -سيادة الرئيس -- سوي لغة القوة سياسية كانت او عسكرية -- و انه يجب علينا في بعض المرات ان نتعامل معها سياسيا بالقوة -- لاننا لدينا في الخلف الاقتصاد القوي الذي يتباهي به السيد جمال مبارك و الجيش القوي الذي يحمي و يدافع و يتباهي به كل مصري و مصرية --و لذلك اقترح علي سيادتكم بيانا يصدر عن اجتماع مجلس الوزراء المصري هذا نصه:
" -----و ان مصر و اذ راعها ما يحدث من عدوان صارخ علي كل المواثيق الدولية و الانسانية و بعد قيام حكومة دولة اسرائيل بتقديم تطمينات الي حكومة جمهورية مصر العربية بخصوص الوضع في غزة اثناء زيارة السيدة وزيرة الخارجية الاسرائيلية الي القاهرة في اجتماعها مع السيد رئيس الجمهورية و السيد وزير الخارجية -- فان الحكومة المصرية تعلن ان صبرها بدأ ينفذ و انها لا يمكن ان تتحرك بمنأي من الضغط الشعبي المصري الجارف -- و تطلب من الحكومة الاسرائيلية فورا انهاء كافة العمليات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني و الانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي حولتها الي مناطق عسكرية بعد بدء العمليات العسكرية - و كذا تطلب من الادارة الامريكية الحالية و المنتخبة و الاتحاد الاوروبي و الاتحاد الروسي و كل الدولة المهتمة بالصراع في الشرق الاوسط ممارسة الضغط الكاف في هذا الاتجاه -- و الا فانه لا يمكن ان تكون حكومة جمهورية مصر العربية بمعزل من الضغط الشعبي الجارف الذي يطالبها بالتحرك الفوري و علي كافة الاصعدة لوقف العمليات و نصرة الاخوة الفلسطينيين --- انتهي البيان"
شكرا لكم سيادة الرئيس مرة اخري علي سعى صدركم .
برجاء ابلاغ سلامي للسيدين علاء و جمال مبارك امين السياسات بالحزب الوطني الحاكم و الي ام المصريين السيدة الفاضلة سوزان مبارك و ان تسالها ما شعورها لو ان حفيد سيادتكم كان - لا قدر الله - ضمن الشهداء في غزة فهي ام و جدة يمكن ان تشرح لسيادتكم و للسيد جمال ما قد يكون خفي عنكما من عواطف الامومة و لوعة فراق الاحبة و زهق الارواح و خاصة امام اعين الام التي لا تملك لوليدها حولا و لا قوة --- و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
ابنكم و المرشح لرئاسة الجمهورية في عام 2020 ان شاء الله
م/ محمد محيي الدين
الأربعاء ديسمبر 31, 2008 12:30 pm