السيد الرئيس محمد حسني مبارك - رئيس جمهورية مصر العربية و القائد الاعلي لقواتنا المسلحة البطلة:
تحية طيبة و بعد:
اقدم لسيادتكم خالص التعازي في شهدائنا الابرار و جرحانا العزل الذين استهدفتهم الة الحرب الاسرائيلية بمباركة من سيادة الرئيس الامريكي المضروب بالجزمة جورج بوش و وزيرة خارجيته السيدة الفاضلة كونداليزا رايس و الذين اشرك لهما حرصهما الشديد علي تقديم النصح للاخوة (اخوتهم هم ) بتحري الدقة و عدم استهداف مدنيين و الاقتصار فقط علي استهداف حماس -- و لعلك سيادة الرئيس و معك الاخ ابومازن لم توضحا للاصدقاء في امريكا ان في كل اسرة فلسطينية من هم حمساوي و فتحاوي و جهادي و من الحركة الشعبية فالكل فلسطين و فلسطين هي الكل. و مع اختلاف الشخصي في كثير من الرؤي السياسية مع حماس الا انني اليوم و انا المصري الواثق من نفسه و بلده و قبلهما ربه عز و جل و الغيور علي بلده و دينه و قد وجدت نفسي ملطخا بالعار و الخزي و مهموما بكيفية حدوث تلك المجازر و كيفية الرد عليها.
اما عن احساسي بالعار يا فخامة الرئيس فله سببان: او لهما انني وجدت نفسي و انا المصري المسلم القبطي العروبي متهما من اخوتي الفلسطينيين في شخصكم الكريم بالتعاون مع اسرائيل او علي الاقل تقديم غطاء لهذه المجزرة - و رغم انني مدرك تمام الادراك لكذب هذا الافتراء و احسب نفسي و انا المتابع للشئون السياسية الداخلية و العربية و الدولية علي علم بالاساليب اللاسرائيلية المكررة و هذا ما اصابني بالضيق يا فخامة الرئيس --- فقد شربنا من نفس الكاس من قبل عدة مرات و لا نتعلم و كاننا لا نفقه السياسة و لا نتعلم من اخطائنا -- فقد فعلها المقبور بيجين مع المرحوم الرئيس انور السادات و قابله ليلة ضرب المفاعل النووي العراقي مما اعطي الانطباع للجميع ان مصر مشاركة في هذا العمل الجبان و لو من قبيل العلم بالشيء و هو الشيء الذي صرح به المرحوم الرئيس السادات و كان يملك من الشجاعة لان يعلن ان بيجين يريد ان يستغل هذا الاجتماع في الايحاء بشيء لم و لن يحدث فقد كانت مصر هي المصدر الرئيسي للاسلحة الي العراق في حربها ضد ايران الخميني و هذه اول مرة -- و الثانية عندما تركونا يا سيادة الرئيس نتفاوض مع الفلسطينيين خاطفي اكيلي لاورو حتي نفرج عن الرهائن و بعد انتهائنا من التفاوض قامت طائرات الاسطول السادس الامريكي باعتراض الطائرة المصرية في الجو و اجبارها علي الهبوط في قبرص و اخذ الخاطفين الفلسطينيين منها في عملية قرصنة جوية علي دولة ذات سيادة و كرامة و لعلك سيادة الرئيس قد ابديت امتعاضك من هذا الفعل في مؤتمر صحفي اذكره و اذكر تقاطيع وجهك الغاضبة و قد كنت ابلغ من العمر 16 عاما تقريبا --- و فعلوها الان يا سيادة الرئيس و اتت تسيبني ليفني و اجتمعت بسيادتكم و بالسيد احمد ابو الغيط - ليس هذا فحسب بل و مع السيد عمر سليمان مدير المخابرات مما اعطي الجميع من غير المتابعين الانطباع بوجود تنسيق علي المستويات السياسية و الامنية قبل ضرب غزة و هو ما اصابني بالخزي و العار ان اجد نفسي مطالبا امام اخوتي بالدفاع عن نفسي ممثلا في شخصكم الكريم. و يؤسفني فخامة الرئيس ان ادافع عن مصر بان اقول لهم ان اسرائيل احسنت استغلالنا كغطاء و ضحكت علينا و اشربتنا من نفس الكاس التي شربنا منها من قبل عدة مرات و انه -- و انا اكمل الحديث لهم يا فخامة الرئيس ---- ليس العيب في اسرائيل و لكن العيب فينا اننا نصدقهم و نرسل رسائل لغزة ان التهدئة في طريقها للاستمرار و لم نتعلم مما فعلوه معنا من قبل مع انهم اعلنوها صراحة و من عدة ايام - بل و اعلنتها ليفني من قلب القاهرة في مؤتمرها مع السيد ابو الغيط بانها ستقوم بانقلاب علي حماس او التخلص من حماس و هذا شيء عجيب جدا و رغم ان السيد وزير الخارجية قد رد عليها الا انه في النهاية يبقي الواقع انهم ضحكوا علينا مرة اخري و استغلونا كغطاء سياسي لعملياتهم القذرة و اوحوا للجميع بوجود نوع من التنسيق و لو كان محدودا.
و اما الامر الاخير يا سيادة الرئيس الذي لابد ان اشير اليه -- و اعلم انه سيتصدر صحف القاهرة غدا صباحا - بان سيادتكم قد امرتم بفتح معبر رفح امام الاخوة الفلسطينيين للعلاج في مصر و للقوافل الطبية و الاغاثة ان تعبر عبر رفح الي فلسطين--و للاسف يا سيادة الرئيس هذا امر يسيئني اكثر مما يسعدني -- ذلك اننا نحن من نغلق المعابر و ننتظر الشرعية الدولية و المراقبين الذين هربوا ثم ننتظر موافقة ابو مازن ثم ننتظر موافقة اسرائيل و لا ننتظر ابدا صرخة ام فلسطينية ملتاعة و لا فتاة مجروحة و لا طفل جائع و لا شيخ مريض فلماذا يا سيادة الرئيس و نحن نملك القرار لفتح و غلق المعبر ان يكون فتحه دائما من قبيل رد الفعل و ليس من قبيل الفعل -- لماذا و نحن نملك السيادة و القرار و هذه ارضنا و هذه بوابتنا و هؤلاء الفلسطينيين --لا يوجد هنا حماس او سلطة -- بل يوجد فسطينيون و فقط -- يحتاجون منا كل الدعم و العون.
و لذلك يا سيادة الرئيس لن انافقك و اشيد بهذا القرار لانه رد فعا تاخر كثيرا و انا اعلم و الشعب يعلم انه لن يدوم و بعد عدة ايام سيتم غلقه ثانية.
في نهاية خطابي سيادة الرئيس اشكر لكم طول بالكم المعهود علي و علي شعبكم و اغفروا لي انفعالي و سوء تقديري للموقف السياسي العالمي و العربي و اتمني لسيادتكم موفور الصحة و العافية.
ابنكم و المرشح امامكم لرئاسة الجمهورية في 2100 ان شاء الله
م / محمد محيي الدين