[size=21]شاهدت بالامس المناظرة الثالثة و الاخيرة بين كل من باراك اوباما و
جون ماكين. اعجبني في المناظرة اوباما بثباته و لباقته و فصاحته و تركيزه علي الرسالة التي يريد توصيلها للشعب الامريكي و اعجبني و لكن بدرجة اقل جون ماكين باصراره علي تصحيح الاخطاء التي خاضت فيها حملته الانتخابية و رفضه الدعايات الصبيانية التي تقلل من شأن الاخرين.
كذا لم يفتني الاعجاب بمقدم المناظرة -فالاسئلة موضوعية و مركزة و الحيادية المطلقة تراها في نظرات عينيه و تقاسيم وجهه.
الان يتفوق باراك اوباما علي ماكين بحوالي 14% و هو فارق ضخم جدا بالمقاييس الامريكية و الاوروبية و من المتوقع ان يقل الفارق مع قرب الحسم بعد اسبوعين ان شاء الله.
و لكني اصارحكم القول اني وجدت الكثير مما لم يعجبني بل و اساءني اشد السوء في بلد يدعي امام العالم كله بانه راعي الديمقراطية و قائد العالم الحر في الكرة الارضية, و ساوجز في نقاط محددة السوءات التي فوجئت بها في ام الديمقراطية ان جاز القول:
أولا: لم يشيد اي من المرشحين بتعديل المادة 76 من الدستور المصري و التي اتاحت لنا لاول مرة انتخابات رئاسية مباشرة حصل فيها علي اعلي الاصوات السيد الرئيس حسني مبارك حكيم العرب الذي يبدا اليوم عامه الثامن و العشرين في سدة الحكم و حصل السيد / ايمن نور علي المركز الثاني و خمس سنوات سجن يقضيهم الان في امان الله و حفظه.
ثانيا: لم يتطرق اي من المرشحين الي الجهود المخلصة للجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي و رئيسها السيد جمال مبارك و الاغرب انني لم اجد في كلا الحزبين الديمقراطي و رمزه الحمار و الجمهوري و رمزه الفيل لجنة للسياسات من اساسه - بل و لم اجد دورا للسيدين جمال اوباما و علاء ماكين في الحياة السياسية الامريكية و هو شيء تقشعر له الابدان.
ثالثا: لم يلفت المذيع الذي يدير المناظرة نظر اي من الفيل و الحمار للجهود المخلصة التي تبذلها السيدة الفاضلة سوزان مبارك في كل الاتجاهات حتي انه لا يمر يوم الا و يتم تكريمها من قبل احدي الهيئات و المؤسسات المصرية و العربية و العالمية حتي ان المراقب ليتعجب و يتساءل عن الجهة العالمية التي ستكرم سيادتها باكر و بفضل الله ينشق الفجر مع اعلان الصحف المصرية بان مؤسسة "سيسو ميسو" العالمية ستكرم سيادتها لجهودها المخلصة في مجال الامومة و الطفولة و الرجولة ايضا و لم يتبقي الا اقامة مباراة اعتزال لسيادتها يشارك فيها السيدان محمد ابو تريكة و عصام الحضري.
رابعا: اكثر ما ساءني في المناظرة اداب الحديث التي التزم بها الطرفان فلم يقاطع الفيل ابدا الحمار و هو ينهق و كذا الحمار لم يمسك و لو مرة في تلابيب زلومة (خرطوم) الفيل. و كان صوتهما خفيضا واثقا بدون تشنج و كلاهما لا يتكلم حتي ينتهي الاخر ثم يرد او يعلق و بدون استخدام كلمة واحدة من نوعية الكلام الحنجوري مثل تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك بمعدلات تفوق المخطط بمراحل و كأنه لا يوجد اصلا شيء مخطط.
خامسا: ساءني جدا اعلان كلا المرشحين ان امريكا هي سبب الازمة الاقتصادية العالمية و ان البلاد تمر بأسوأ فتراتها اقتصاديا و ماليا التي القت بظلالها علي العالم اجمع بدون استثناء و انه لابد من اصلاح الاقتصاد الامريكي باسرع ما يمكن و الا فالعواقب وخيمة و تناسي السيدان الفيل و الحمار انه و ان كانت امريكا سيدة البحر و الجو و الارض قد تأثرت فاننا في مصر لم و لن نتأثر باي شيء لان اقتصادنا قوي و البنوك سليمة و الودائع مؤمنة. نعم البورصة المصرية تنهار و لكن تناسي الجميع انها تنهار لانه صدر لها ترخيص هدم و تعلية بعد زلزال الرهن العقاري الامريكي.
سادسا: اما ما قضي علي كل امالي في كلا المرشحين هو ابتعادهما عن دعائم الدعاية الانتخابية السليمة -- فلا توجد صور في كل مكان حتي علي جدران المساجد و الكنائس و لا توجد يافطات تؤيد و تبايع ايا منهما -- و العجب العجاب انه لم يهتف شخص واحد تملؤه الوطنية و الشهامة - بالروح بالدم نفديك يا حيوان - و الحيوان طبعا هو الفيل الجمهوري او الحمار الديمقراطي.
بصراحة يا اخواني لقد اصابتني هذه المناظرة و اخواتها بالقرف من النظام الانتخابي الامريكي - بل و من الديمقراطية الامريكية من الاساس و اكدت لي ثقتي التي لم و لن افقدها في دعائم نظامنا الانتخابي و الركائز الديمقراطية التي يستند اليها.
شكرا لانصاتكم و تحياتي للجميع.[/size]