جزاك الله خيرا
اللهم صلي على سيدنا محمد
والعلم في الإسلام يسبق العمل ،فلا عمل إلا بعلم كما قال سبحانه :
"فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم "سورة محمد/19/ .
وقد حذر الله كل مسلم من القول بلا علم فقال سبحانه :
"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً "سورة الإسراء/36/ .
وتنويهاً بمقام العلم والعلماء استشهد الله العلماء على وحدانيته فقال سبحانه :
"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "سورة آل عمران/18/ .
ومعرفة الله وخشيته تتم بمعرفة آياته ومخلوقاته والعلماء هم الذين يعلمون
ذلك لأنهم أشد الناس خشية لله ولذلك أثنى الله عليهم بقوله :"إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء "سورة فاطر/28/.
وللعلماء في الإسلام منزلة شريفة تعلو من سواهم في الدنيا والآخرة قال تعالى :
"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات "سورة المجادلة/11/ .
كما أن أجر العالم يبقى إلى ما بعد الموت وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله :
"إذا مات إبن أد م إنقطع عمله إلا من ثلاث صد قة جارية وولد صالح يدعوا له وعلم ينتفع به"
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
وقد قيل :كفى بالعلم شرفا أن الجاهل إذا قيل له إنك جاهل يكره ذلك ويتمنى لو لم تقل له ..
وقد قيل :لو كان العلم بلا تقى شرفًا ،لكان أشرف المخلوقات إبليس
وقال علي رضي الله عنه:"العلم خير من المال ، العلم يحرسك وانت تحرس المال ،
والعلم حاكم والمال محكوم ، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق " .
وقال الحسن :لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم ، تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ،
وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد ،وتعليمه لمن لا يعلمه صد قة،
وبذله لأهله قربة ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ،
والدليل على الدين والصبر على الضراء والسراء والقريب عند الغرباء ،
ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواما في الخير فيجعلهم سادة هداة يقتدى بهم ،
أدلة في الخير تقتفى آثارهم وترمق أفعالهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ،
وبأجنحتها تمسحهم ،لأن العلم حياة القلوب ونور الأبصار ،
به يبلغ الإنسان منازل الأبرار ، وبه يطاع الله عز وجل وبه يعبد وبه يوحد ،
وبه يمجد وبه تواصل الأرحام ، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء..