رغم الاجراءات الاحتلالية المشددة التي شهدتها الحواجز والمعابر المقامة حول مدينة القدس؛ فقد أدى 300 ألف مصلِّ شعائر الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك في المسجد الاقصى المبارك، في حين مُنع الآلاف من حملة هوية الضفة الغربية من الوصول للمسجد الأقصى بعد تحديد أعمار المصلين للرجال والنساء.
واضطرت حشود من المصلين الفلسطينيين من الرجال والنساء، لأداء صلاةالجمعة عند الحواجز والمعابر، وتم اعتقال ثلاثة شبان وفتاة من عند حاجزقلنديا عندما حاولوا العبور من خلاله إلى القدس المحتلة.
أما الصلاة في المسجد الأقصى فعكست مشهد جماهيرياً فلسطينياً، اصطففيه آلاف المصلين بانتظام، الكتف بالكتف والقدم بالقدم، في الطريق وتحتأشجار الزيتون والصنوبر، وعند الكأس (حوض الوضوء)، وفي مبنى المسجد الأقصىوالمسجد القبلي المسقوف والأقصى القديم والمصلى المرواني وقبة الصخرةوساحاته. وقامت فرق الكشافة وحراس المسجد بتسيير المصلين والفصل بين صفوفالرجال والنساء.
وقد شدّد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد سليم محمد علي، على ضرورةمواصلة أعمال الخير بعد شهر رمضان المبارك، وحثّ المصلين على مساندة أسرالشهداء والأسرى. وتحدث الخطيب عن فضائل ليلة القدر، مطالباً باغتنامالشهر الفضيل وعيد الفطر في إنهاء حالة الانقسام الداخلية بالساحةالفلسطينية.
وكان الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال قد انتشروا منذ فجر اليوم الجمعة في شوارع القدس وأزقتها وعند بوابة المسجد الأقصى المبارك، وعمدوا إلى نصب الحواجز الحديدية على مداخل البلدة القديمة، وشرعوا في التدقيق في هويات الشبان والرجال. وبدت حركة السيارات بالشوارع شبه معدومه، في حين امتلأت بسيول المتدفقين على المسجد الأقصى من المثلث وشمالي فلسطين المحتلة، ومن نابلس إلى الخليل.
وعند مقبرة اليوسفية القريبة من باب الأسباط، أحد بوابات المسجدالأقصى، انتظمت صفوف المصلين من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال، منهم منيسبح الله، ومنهم من يقرأ الفاتحة على أرواح من تحت التراب، ومنهم منيتحادث مع شريكه في المسير بشأن أوضاع القدس تحت الاحتلال في ظل التهويدالمتفاقم.
وبدورها؛ قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، في بيان لها أصدرتهاليوم الجمعة، أنّ عشرات الآلاف من المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطينيالمحتل سنة 1948 وعدد من أهالي الضفة الغربية، شاركوا في برامج الاعتكافليلة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وهي ليلة الجمعة الأخيرة من شهررمضان المبارك.
وقد اكتظ المسجد القبلي المسقوف في المسجد الاقصى بالمصلين المعتكفين وكذلك الساحات الأمامية، وساحات صحن قبة الصخرة، فيما انضمّ إليهم آلاف أخرى أدّوا صلاة فجر اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك.
وبحسب ما أفادت به طواقم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"؛ فإنّ أغلبالمصلين المعتكفين مكثوا في المسجد الأقصى انتظاراً لأداء صلاة الجمعةالأخيرة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، وكذلك لأداء صلوات العصروالمغرب والعشاء والتروايح، ومن ثم إحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان "ليلة القدر" في المسجد الأقصى المبارك.
هذا وورد أنّ الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، سيحيي "ليلة القدر" في خيمة الاعتصام على سقف آل الحلواني في وادي الجوز، قريباً من المسجد الأقصى المبارك، بسبب منع سلطات الاحتلال الصهيوني له من دخول المسجد الأقصى منذ سنة ونصف السنة، على خلفية دوره في التصدي لأعمال الحفر والهدم التهويدية عند باب المغاربة.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ثلاثمائة ألف فلسطيني صلّوا الجمعة الأخيرة من رمضان في الأقصى